نبض القصائد
نبضُ القصائِدِ لا يُقاس بمدةٍ
إنْ أمسَكتْ معنىً وإنْ وَطِئَتْ ثَرى
إنّ الألى رَسموا حروف بهائِها
ما علَّمتهم أنْ تَضيعَ وتَخْسرا
فهي التي منها ورثنا عِزَّةً
و كرامةً لمّا تعالتْ أبحُرا
بِبيانِها سدنا على طولِ المَدى
نَسَجَتْ لنا بين الصَّحائِفِ أسطُرا
وبِها مآثرُ حِكمةٍ وفضيلةٍ
مِن نورِ ربِّكَ حين تَحلو مَنظَرا
أدركتُ في نظمِ القوافي سِرَّها
فَنَسجْتُ أحرُفَها فبانتْ أنضَرا
في الكونِ آياتٌ إذا أدركتَها
زانتكَ سِحراً…مَظهَراً أو جَوهَرا
فاحفَظْ هَداكَ الله كلَّ جميلةٍ
لا تنسَ فضلَ الله إن هوَ أخبَرا
وادرُسْ طِباعَ النّاسِ فيما بينهم
كلٌّ تَبينُ طِباعُهُ في ما اجْتَرا
واحفظْ لدينِكَ عَهدهُ وجَمالهُ
واقرأ كتابَ الله في ما قُدِّرا
الناسُ أصنافٌ إذا جاملتَهم
منهم تَقِىٌّ للحقيقةِ أبصَرا
فترى الشَّقيَّ كشوكةٍ مسنونةٍ
إن سارَ بين النّاسِ زادَ تَكَبُّرا
ومُنافِقٌ في ما يقولُ مذبذبٌ
في ألفِ وجهٍ والحقيقةَ أنكَرا
فاصحَبْ نقيَّ القلبِ إنْ عاشرتَهُ
كالوَردِ زادَ توَهُّجاً وتَعَطَّرا
واكتبْ عن الملهوفِ واحفظْ حقّهُ
لا تنسَ فضلَ الشَّهمِ مهما أدبَرا
هدى العاني
