غربة
--------------
اكرم محسن الحلي
--------------
انــصـف فـانـي عـاشـق ثـمـل
واعـدل فـمنك الـروح والاجل ُ
ارحـــم شـبـابـا ذاب مـظـهـره
بـيـن الـمـاسي عــاش يـرتحل
مـا كـان شـيب الراس من كبر ٍ
كــــلا ولا عـقـلـي بـــه زلـــل ُ
مـنـك الـدواهي حـطمت الـقي
مـنك ابـتلاني الـعتي َوالـخبل ُ
الـذنـب ذنـبـي الـيـوم اعـلـنها
ان الـهـوى فــي اصـلـه عـلـل ُ
فــعــش خــلـيـا دون نـزعـتـه
وارضـــى بـعـمـر كــلـه امــل ُ
ايــاك ان تـدنـوه عــن شـغـف ٍ
فـالـشـر فــيـه يــانـع ٌ جـــزل ُ
فـالـعـهد فــيـه قــل عـاصـمه ُ
الا قــلـيـلا مــنـه قـــد نـهـلـوا
جـربـتـه مـــرا يـفـيض اســى
غـــم ولـــوع مـــا لـــه مـثـل ُ
كـــم كـذبـوا الـعـشاق نـزلـته ُ
في الوصف دوما فيه ما عدلوا
اعــطـوه وجـــدا قــل نـاظـره
والـحـق مـنـه الـعـمر يـختزل ُ
كـم مـن لـبيب غـاب مـمسكه ُ
فـيـه وكــم غـابـت لـهم طـلل ُ
كـانـوا عـظـاما عـنـد جـلـدتهم
امـسـوا شـتـاتا مــا لـهـم اثـل ُ
اغـرتـهم ً الاشــوق عـن جـهل ُ
حـتى اسـتحال الـرجع والقِبل ُ
دون الـبـرايا الـحـزن يـسكنهم
والـقـلب مـنـهم هـائـم وجــل ُ
والـتـيه فــرض هــد ّ فـارسهم
فــي كــل درب سـاقهم خَـبل ُ
غـبـر ٌوروح الـيـاس تـعصفهم.
والــحـي فـيـهم نـالـه الـكـلل ُ
افـنـوا سـنين الـعمر فـي امـل ٍ
تـبدي لـهم مـن نـورها الـسبل ُ
غــابــوا ومـــا لـلـنـور بــارقـة
امــسـوا حـكـايا عزها الفـشـل ُ
كــم قـيـس فـيها زان مـطلعها،
كـم مـن جـميل ٍ مـسه ُ الخلل ُ
