الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

بناء وطن /بقلم الأديب ستار الفرطوسي




بناء وطن ..

سأل مدرسة مادة العربي سيدتي الفاضلة اجيبيني ما الفرق بين لن يمت ولم يمت أجابته :-
لم .. أداة تنفي زمن الجملة في الماضي
ولا تشمل الحاضر او المستقبل وهي تجزم المضارع ..
لن . تنفي زمن الجمله في المستقبل وهي تنصب المضارع ..
فرتأيت ان اكتب لن يمت ..
سيبقى مفعما بالأمل يمرض لكن لن يموت ، كينبوع ماء يذوب الحجر منه كي يتدفق من اعالي المرتفعات ..
لم يكن هناك غريب ، بل عجز وولى ذلك الغريب ، وقف حائرا مهووسا ضعيف الحيلة ، لم يفلح بفك ذلك النسيج ، كالشيطان بل هو اكثر خسة من دهاء الشياطين ، اراد الخراب الارهاب الا انه انهزم ملعونا مذموما ذلك الغريب ..
هو وطني العراق ..
دعته لحفلة تخرجها من الجامعة في احدى قاعات المناسبات مع اولياء الامور وبعد التحضير من قبل ادارة الاحتفالية وحجز القاعة وبعض التحضيرات جاء موعد الحضور ياله من يوم سعيد له بل كان من اسعد ايام حياته ان يحضر مراسيم تخرج ابنته المتفوقة بعد جهد وتعب لمدة اربعة اعوام دراسة وبرد وحر ومصاريف اخذت منه مأخذا كبيرا ، لكنه سمع ورأى ما اذهب عنه كل التعب بل توسم كل ما هو خير ..
لبى الدعوة مع جميع افراد عائلته كأنما هنالك عرس لجميع الحاضرين هو حقا اكثر من ذلك ..
اوقف سيارته في مرآب القاعة كانت هناك مجماميع كثيرة من السيارات لم يعرف عن شماله ويساره لمن عائديتها ..
كانت العوائل جميعها تجوب قرب البوابة تسلم عائلة على عائلة اخرى وصلة المعرفة بينهم هم الطلبة المتخرجين ببدلاتهم زاهية الالوان يلتقطون الصور الفوتغرافية بهواتفهم النقاله ..
عند الجلوس داخل القاعة على الكراسي التي لم تخصص مسبقا لكل عائلة بل كان الجلوس عشوائيا ، اصابهم الصمت لقراءة ما تيسر من القرأن الكريم ثم قراءة سورة الفاتحة على ارواح الشهداء ، بدأت مراسيم الاحتفالية بشيء من الموسيقى والاغاني الوطنية التي تحفز الشباب على حب الوطن ..
كان يراقب ويسجل في ذاكرته ما يراه امام عينيه ، ثم قال ايها الغريب هل ترى ما اراه ..؟
اوقفت سيارتي واخذت صور الذكريات وجلست مع جميع الحاضرين واستمعنا للقرأن وقرأنا الفاتحة على ارواح الشهداء ثم تناول الجميع وجبة الغداء على مائدة واحدة وعزفت افضل الاغاني من جوبي الغربية والدبكة الكردية والموال الجنوبي والجميع يرقص ويصفق بعفوية على كل النغمات وبدون توقف ، لم ينتبه او يميز احد من الحاضرين انه على اي مذهب او ديانه او قومية بل كانوا جميعا عراقيين يربطهم حب الله وحب الوطن ، لا مكان لك بينهم أيها الغريب اذهب بعيدا لا رجعة لك فبلادي لن تمت ..
حتى يتحقق ذلك ايها الوطن استحلفك بالله وكعادتك انت كالأب في حرصك الأم بعطفها وحنانها على اولادك احتضن تلك الطاقات الشبابية وافسح لهم المجال كي يبنوك من جديد وحتى يستلذوا ويتمتعوا من خيراتك ..
هولاء هم الجيل الواعد وانت في خيراتك واجد ..
فجد عليهم اكراما لشهدائك وتعب اولياء الامور ..

بقلم ستار الفرطوسي

يا راحلين... بقلم الشاعر هاشم الفرطوسي

يا راحلينَ..عن الديار تريثوا                 قلبي غدا كالجمرِ في النيرانِ وأنا على صمتي أغوص بحَيرتي                   نار الهوى...